تمهيد : -

شهد النصف الاخير من القرن الماضي تطوراً هائلاً في مجال تقنيات الفضاء وخاصة في المجال العسكري وعمليات استكشاف الفضاء الخارجي وتسخيرها لخدمة الاغراض الحيوية و الاستراتيجية، اما على المستوى المدني (التجاري) والاستخدام السلمي لتقنيات الفضاء فقد بدأت فعلياً في اوائل السبعينات الميلادية باطلاق منظومة الاقمار الصناعية الامريكية (Landsat)، تلاها نقلة نوعية في اواسط الثمانينات باطلاق سلسلة الاقمار الصناعية الفرنسية (Spot) والتي كانت درجة التمييز فيها آنذاك عشرة امتار.

ويتفق كثير من المراقبين والاستراتيجيين بان دور الاقمار الصناعية في السلم لا يقل اهمية عن دورها في الحرب وربما يكون امتدادا له.

وفي حقيقة الامر فان الاقمار الصناعية لعبت دوراً حاسماً اثناء الحرب الباردة في تفادي وقوع صدام مسلح بين الكتلتين الشرقية والغربية وذلك لمعرفة كلا الطرفين بقدرات وامكانات الطرف الاخر عن طريق ما تبثه هذه الاقمار من صور وبيانات ومعلومات تبنى عليها قرارات مصيرية حاسمة.

وقد تم الاعتماد بشكل رئيسي على صور ومعلومات الاقمار الصناعية في مراقبة الحد من عمليات سباق التسلح، وانتشار اسلحة الدمار الشامل والاسلحة المحرمة دولياً، كما تم استخدامها في تنفيذ المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بوقف اطلاق النار على خطوط الهدنة في عدد من البلدان، ومازالت هذه الاقمار تقوم بدور هام في مراقبة المناطق المنزوعة السلاح، وبؤر التوتر والمناطق الساخنة في شتى انحاء العالم.

الحاضر والمستقبل :-

تستمد التقنيات الفضائية اهميتها من كونها وسيلة حيوية في الحصول على معلومات عن مناطق يصعب الوصول اليها سواء بسبب العوامل الطبيعية او خلافها، كما انها وسيلة ثرية جدا في الحصول على معلومات سريعة ومتكررة تسهل عمليات المراقبة المستمرة.

ان التطور الهائل في تقنيات الفضاء (برامج واجهزة) والخطى المتسارعة في تحقيق اكبر قفزة نوعية في علم الاستشعار عن بعد ومراقبة الارض من الفضاء، بين العديد من الشركات العالمية، وما وصلت اليه درجة الوضوح والقوة الهندسية لمناظر الاقمار الصناعية يؤكد مدى الاهمية القصوى لتبني هذه التقنيات، كونها اصبحت مطلباً وطنياً لتلبية احتياجات السوق المحلية و الاقليمية.

مؤسسة البيانات الفضائية:-

مؤسسة وطنية سعودية تقدم التدريب والخدمات والاستشارات الفنية والادارية والمالية في التقنيات الفضائية والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ونظامي التحديد الكوني والتتبع للمركبات وقواعد المعلومات والعلوم والتقنية والابتكار والمساحة وعلوم الارض وما يتعلق بها من برامج واجهزة.

لقد وضعنا نصب اعيننا ان نصل بهذه المنظومة من التقنيات الى آفاق وابعاد لم يسبقنا احد اليها، وفق اسس ومعايير علمية ومواصفات عالمية، شعارنا في ذلك الامانة، الجودة، حسن الاداء والالتزام الكامل بالاطار الزمني للتنفيذ.